اســـــيــــــرالشـــــــعـــــر
معارضة الآباء للزواج الناتج عن الحب
يشغل حق الآباء التقليدي في تقرير زواج أبنائهم محور الصراع. ويعارض الابناء هذه الممارسة ويلحون على رغبتهم في الزواج الناجم عن حب. في حين أن الآباء من جانبهم يعتقدون بأن الحق يعود إليهم في أختيار شريك جنسي لأبنهم أو بنتهم, ويخول لهم ذلك سلطة كبيرة على الزوجين في حياتهما من دون شك. ويطالب الشباب المغاربة على العكس من ذلك بحقهم في أختيار شريكهم, وكلماكانوا صغاراً في السن كلما أزداد إلحاحهم على الحق في الميل إلى من يشاءون. ومن ضمن الرسائل المتعلقة بهذا الصراع نجد نسبة 7.% منهاقد كتبت من طرف مراهقين, و3.% من طرف شبان بين العشرين والخامسة والعشرين من العمر.
أكادير, في يونيو 1971
" عندما كنت طفلاً, ماتت أمي وتزوج أبي بعدها. وفي سنة 1961 طلبت من أبنة خالتي يدها. عارض أبي هذا الزواج وهو يعرف مقدار حبي لهذه الفتاة , وقد قررت أن أتزوجها خلال العطلة الصيفية. علمت بأن أبي لن يحضر هذا الزواج وأنه سيعارضه بكل طاقاته. إنه يريد أن يجبرني على ترك الفتاة التي أحبها منذ مدة طويلة, لأتزوج من أخرى وقع عليها أختياره, علماً بأنني لم ألتق بها قط وأنها من أسرة زوجة أبي.
كيف يمكنني حل هذا المشكل ؟ هل بإمكاني التزوج بالفتاة التي أحبها ؟ ماحكم الشرع في إنسان من سني يتزوج دون موافقة أبيه ؟ ما حكم الله تعالى في ذلك ؟ إن زوجة أبي هي التي تدفع به إلى معارضة هذا الزواج ".
فاس, في 8\6\1971
ويجد احتجاج الشباب لصالح الحب صداه عند النساء الشابات اللائي يدافعن بحرارة عن حقوق الزوجين, في 7.% من الرسائل التي تتعلق بالحب :
من الآنسة...
" عمري 15 سنة. طلب رجل يدي من والدي, وهو سئ الطبع والأخلاق ويتعاطى للمحرمات كتدخين الحشيش. وطبعاً فقد وافق والدي على زواجي منه. أما أنا فقد رفضت الزواج وصممت على ذلك. والمشكل هو أنهم يفكرون في عدم إخباري بموعد كتابة العقد من طرف العدلين, سيأتون بفتاة أخرى ويكتبون عقداً مزوراً وبعد ذلك سأكون الضحية. إذا ماتم ذلك في نهاية المطاف سأنتحر لكي أتحرر من الضغط الذي يمارس علي. ماهو حكم الشرع في الآباء الذين يقومون بتزوير زواج بناتهم ؟ مهما حدث من أمر فإنني أفضل الموت على هذا الزواج ".
ورغم أن 8.% من الشباب الذكور يعربون عن رغبتهم في الزواج من محبوباتهم , فإن 2. % فقط من الفتيات يجسرون على التصريح بذلك, وهذا يعود على الأرجح إلى كون الفتاة المغربية حتى في حالة كونها " عصرية ", ليست أقل من جدتها أقتناعاً بأن على الرجل مطالبتها بالزواج وليس العكس. ويبدو هذا الموقف حكيماً وواقعياً حسب القانون المغربي, ذلك أن الفتاة لا تمنح نفسها للزواج ولكنها تعطى من طرف وليها.
وكون الفتاة المغربية لا تتخذ المبادرة لكي تتزوج يفسر بدون شك قلة الخلافات بين الآباء وبناتهم, إذا قورنت بالخلافات بيت الآباء وأبنائهم. وضمن أربعة عشرة حالة وصل فيها الصراع بين الفئتين حداً كبيراً, توجد عشر حالات تتعلق بمعارضة الآباء لمشروع زواج أبنائهم الذكور.
ويبدو أن السلاح الأساسي المستعمل ضد الابناء هو الرمي بالعقوق (السخط), ذلك أن الاباء مخولون لكي يعلنوا سخطهم أو رضاهم على الابناء.
إن الابن الذي يتعرض لهذه اللعنة مهدد بالفشل في كل ما يقدم عليه, وبانهيار زواجه واشتعال النار في بيته وكساد تجارته. وعموماً عليه أن يتوقع قدراً مفزعاً على الارض في أنتظار الاكتواء بلظى جهنم يومياً, ونتيجة لذلك فإن معارضة الآباء لمشروع زواج ابنائهم فعالة في أغلب الأحيان. ويعترف بعض الشباب من الجنسين بأنهم حقدوا على ابائهم نظراً للمأزق الذي وضعوا فيه : رضى آبائهم من جهة أو الشخص المحبوب من جهة أخرى. وتنتج عن ذلك مجموعة من المواقف. فبعضهم يثور داخلياً ضد الآباء ولكنه لا يجسر على التحرك ويجد نفسه مشلولاً, وبعضهم الآخر يخطط لاتخاذ المبادرة ومواجهة إرادة الأبوين عملياً, وقلة منهم تهدد باللجوء إلى إجراءات متطرفة كقطع العلاقة بالوالدين أو الانتحار.
ويتمثل أحد المعطيات المستخلصة من عدد من الأبحاث والدراسات حول الأسرة الاسلامية الانتقالية, في كون العلاقة بين الجنسين تشكل أحد مراكز التحولات وتلقي الضوء على أنماط الصراع. ويبدو أن المجتمع يتخذ موقفاً سلبياً منظماً إزاء الحب المتبادل بين الجنسين. في المناطق البدوية تتم محاولة منع الالتقاء بين الجنسين ومحاربة تكون زيجات مبنية على الحب, كما أن إمكانية الشاب في الاقتراب من فتاة تخضغ لمراقبة صارمة وفعالة حسب مايبدو. وعلى العكس من ذلك فإنه بالإمكان الاقتراب من المرأة في المراكز المدينية على ما يبدو بحيث تكون فرص اللقاء سهلة نسبياً لكي يتبادل الشباب الحب ويرغبوا في الزواج. هل يمكن أن نستخلص من ذلك أن الفصل بين الجنسين في طريقه إلى الزوال في المناطق المدينية ؟
إن على كل محاولة جدية نخوضها بفعالية في سبيل التغيير (على العكس مما نعيشه الآن حيث التغيير مفروض علينا), أن تمر بثورة ثقافية يترتب عنها إعادة تنظيم شاملة للكون وإعادة النظر في الهوية, وتمثل الهوية الجنسية الأساس في علاقتنا بالعالم.
يمكننا فهم العديد من الاشياء حول مسلكياتنا إذا حللنا الاسباب التي تدفع بالمغربي الحديث , إلى أستهلاك الحب الجشع في حين أن بإمكانه خلق علاقة جنسية أكثر غنى وتطوراً. لماذا لم يؤد زوال الفصل بين الجنسين إلى أختفاء البغاء ؟ هنايكمن سؤال علينا التفكير فيه إذا شئنا خلق أجيال أكثر سعادة[/size]
الأربعاء يناير 16, 2008 11:01 am
![~©[ مراقبه اداريه ]©~](https://2img.net/i/itest/ranks/stars/stars5.gif "~©[ مراقبه اداريه ]©~")
