أيها الإخوة الكرام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..
تمهيد بين يدي الموضوع
إذا تهاون الناس بالصلاة وضاعت الأمانات، وكثر الفجرة والخونة، والظلمة والفسقة، وفشا الزنا، وظهر الربا، وقٌطَّعت الأرحام، ونقضت العهود،
واتخذت القينات ـ وهي المغنيات ـ وشُربت الخمور، وأكل الناس الرشوة، واستخفوا بالدماء، وتطاول السفهاء، واتجرت المرأة مع زوجها حرصاً على الدنيا، وتشبه النساء بالرجال وتشبه الرجال بالنساء، ولُبست جلود الضأن على قلوب الذئاب،
وكانت القلوب أمر من الصبر، والألسنة أحلى من العسل، والسرائر أنتن من الجيف، والتمس الفقه لغير الدين، ونقضت عرى الإسلام عروةً عروةً، وكانت الدنيا بيد لُكع بن لُكع وهو الأحمق اللئيم.
ورأيت الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ويتقلبون في أعطاف النعيم. وقبض العلم بموت العلماء فاتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا بغير علم فضلوا وأضلوا ، وتقارب الزمان، وكثر الهرج وهو القتل. وتطاول الناس على الطعن في الإسلام والتشكيك في الدين.
هنا وفي هذه الأجواء المدلهمة والأحوال المضطربة يأذن الله له فيخرج .. وإنه لا يخرج حتى يذهل الناس عن ذكره وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر..
هل عرفتموه ؟ إنه المسيح الدجال !
فمن هو !! وأين هو الآن !! وكيف سيخرج !! وكم سيبقى !! ومن هم أتباعه !! وكيف نواجهه !! ومن سيقتله ؟؟ إنها أسئلة في علم الغيب نؤمن بها ولو لم نرها أو ندرك كنهها ولقد جلاها لنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم وهو المشفق على أمته الرحيم بها ..
إنه رجل ضخم المبنى جعله الله فتنة بين يدي الساعة ومن أماراتها الكبرى وعلاماتها الجُلَّى حذرت منه الأنبياء أقوامها وبالغت في التحذير منه
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: ((قام رسول الله في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال: (( ألا أنذركموه، ما من نبي إلا وقد أنذر قومه ولكني سأقول لكم فيه قولاً لم يقله نبيٌ لقومه: إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور)) متفق عليه
و زاد مسلم: ((مكتوب بين عينيه كافر يقرأه من كره عمله، أو يقرأه كل مؤمن كاتب وغير كاتب))
وأما مكانه الآن وحاله فعجب يعجب منه العجب ولولا وروده عن أصدق المرسلين صلى الله عليه وسلم لخاض الناس فيه كلاما وأشبعوه لغوا ولكن حسبك ما ورد في صحيح الإمام مسلم رحمه الله وهو من أصح كتب أهل الإسلام عن فاطمة بنت قيس قالت:
سَمِعْتُ نِدَاءَ الْمُنَادِي مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُنَادِي: الصَّلاةَ جَامِعَةً، فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكُنْتُ فِي صَفِّ النِّسَاءِ الَّتِي تَلِي ظُهُورَ الْقَوْمِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاتَهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ: ((لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلاهُ))، ثُمَّ قَالَ: ((أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ؟)) قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:
((إِنِّي ـ وَاللَّهِ ـ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلا لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لأَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كَانَ رَجُلا نَصْرَانِيًّا فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ، وَحَدَّثَنِي حَدِيثًا وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَسِيحِ الدَّجَّالِ، حَدَّثَنِي أَنَّهُ رَكِبَ فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ مَعَ ثَلاثِينَ رَجُلا مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامَ، فَلَعِبَ بِهِمْ الْمَوْجُ شَهْرًا فِي الْبَحْرِ،
ثُمَّ أَرْفَؤُوا إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ حَتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ، فَجَلَسُوا فِي أَقْرُبِ السَّفِينَةِ فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ لا يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقَالُوا: وَيْلَكِ مَا أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ، قَالُوا: وَمَا الْجَسَّاسَةُ؟ قَالَتْ: أَيُّهَا الْقَوْمُ، انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأَشْوَاقِ،
قَالَ: لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلا فَرِقْنَا مِنْهَا أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا، مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ مَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى كَعْبَيْهِ بِالْحَدِيدِ، قُلْنَا: وَيْلَكَ مَا أَنْتَ؟ قَالَ: قَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى خَبَرِي فَأَخْبِرُونِي مَا أَنْتُمْ؟
قَالُوا: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنْ الْعَرَبِ رَكِبْنَا فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ فَصَادَفْنَا الْبَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ، فَلَعِبَ بِنَا الْمَوْجُ شَهْرًا ثُمَّ أَرْفَأْنَا إِلَى جَزِيرَتِكَ هَذِهِ، فَجَلَسْنَا فِي أَقْرُبِهَا، فَدَخَلْنَا الْجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ لا يُدْرَى مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقُلْنَا: وَيْلَكِ مَا أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ، قُلْنَا: وَمَا الْجَسَّاسَةُ؟ قَالَتْ: اعْمِدُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأَشْوَاقِ، فَأَقْبَلْنَا إِلَيْكَ سِرَاعًا وَفَزِعْنَا مِنْهَا وَلَمْ نَأْمَنْ أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً،
فَقَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ؟ قُلْنَا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا هَلْ يُثْمِرُ؟ قُلْنَا لَهُ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ لا تُثْمِرَ، قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ، قُلْنَا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: هَلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قَالُوا: هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ، قَالَ: أَمَا إِنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ، قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زُغَرَ، قَالُوا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: هَلْ فِي الْعَيْنِ مَاءٌ؟ وَهَلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بِمَاءِ الْعَيْنِ؟ قُلْنَا لَهُ: نَعَمْ، هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ، وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِنْ مَائِهَا،
قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ نَبِيِّ الأُمِّيِّينَ مَا فَعَلَ؟ قَالُوا: قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ، قَالَ: أَقَاتَلَهُ الْعَرَبُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنْ الْعَرَبِ وَأَطَاعُوهُ، قَالَ لَهُمْ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، وَإِنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي،
إِنِّي أَنَا الْمَسِيحُ، وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الْخُرُوجِ فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِي الأَرْضِ فَلا أَدَعَ قَرْيَةً إِلا هَبَطْتُهَا فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ؛ فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا، كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً ـ أَوْ: وَاحِدًا مِنْهُمَا ـ اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا يَصُدُّنِي عَنْهَا، وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلائِكَةً يَحْرُسُونَهَا))،
قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَطَعَنَ بِمِخْصَرَتِهِ فِي الْمِنْبَرِ: ((هَذِهِ طَيْبَةُ، هَذِهِ طَيْبَةُ، هَذِهِ طَيْبَةُ ـ يَعْنِي الْمَدِينَةَ ـ أَلا هَلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذَلِكَ؟)) فَقَالَ النَّاسُ: نَعَمْ، قال:
((فَإِنَّهُ أَعْجَبَنِي حَدِيثُ تَمِيمٍ أَنَّهُ وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ وَعَنْ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ)). رواه الإمام مسلم
فسبحان خالق الخلق الذي له الحكمة في ما يقدره .. سبحان من قضى بابتلاء عباده ليعلم الصادق من الكاذب والمؤمن من المرتاب
أما خروجه وفتنته
فجلَّاها لنا الحديث الجامع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال:
ذكر رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الدجالَ ذات غداة فخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رُحنا إليه عرف ذلك فينا فقال:
((ما شأنكم؟)) قلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل. فقال:
((غير الدجال أخوفني عليكم؟ إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فكل امرؤٌ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم؛ إنه شابٌ قطط – يعني: جعد شعر الرأس – عينه طافئة، كأني أشبهه بعبد العزى بن قَطَن، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف،
إنه يخرج من خلة بين الشام والعراق، فعاث يميناً وعاث شمالاً يا عباد الله فاثبتوا)). قلنا: يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟ قال: ((أربعون يوماً؛ يومٌ كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيَّامكم)). قلنا: يا رسول الله؛ فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: ((لا؛ اقدروا له قدره)).
قلنا: يا رسول الله؛ وما إسراعه في الأرض؟ قال: ((كالغيث استدبرته الريح. فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذراً ، وأسبغه ضروعاً، وأمدَّه خواصر..
ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردُّون عليه قوله، فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم. ويمرُّ الخربة فيقول لها: أَخرجي كنوزك؛ فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل،
ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك؛
فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مَهْرودَتين ـ أي ثوبين ـ واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدَّرمنه جمانٌ كاللؤلؤ، فلا يحلُّ لكافرٍ يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه،
فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله. ثم يأتي عيسى بن مريم قومٌ قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة))
رواه الإمام مسلم
وبعد هذا الخبر المخيف حقا .. لا يختلف اثنان على أن فتنة الدجال من أعظم الفتن التي تزل فيها الأقدام التي لم ترسخ لذا أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ننأى عنه إذا سمعنا به
ففي الحديث المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم : ((من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتَّبعه مما يبعث معه من الشبهات))
وبعد أيها الأخ المبارك لعل سائلا يسأل وكيف نواجهه وهل من سبيل للنجاة .. أقول اعلم أخي أن نبيك صلى الله عليه وسلم الرحيم بك قد أرشدك لطريق النجاة وسبل المواجهة ..
فمن سبل المواجهة :
1/ قراءة فواتح سورة الكهف وحفظها ففي الحديث المرفوع على النبي صلى الله عليه وسلم
((من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عُصم من الدجال))
وفي رواية أخرى: ((من أدركه فليقرأ فواتح سورة الكهف فإنها جواركم من فتنته))
وهكذا القرآن إنه الملجأ من الفتن والمهرب من المحن فطوبى لمن تمسك به وعض عليه بالنواجذ .
2/ الإكثار من الدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ يقول ابن عباس رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا هذا الدعاء كما يعلمنا السورة من القرآن. يقول:
((قولوا اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات)) حديث الدعاء متفق عليه ..
وهناك قول فقهي شهير بوجوبه في آخر الصلاة بعد الصلاة الإبراهيمية وقبل السلام .. جزم به ابن حزم الظاهري وغيره .
3/ بث خبره بين الناس وتحذيرهم من فتنته وأنها قاب قوسين أو أدنى .. كما كانت الرسل تحذر أممها وعلى هذا النهج سار سلف الأمة وصالحوها يقول الإمام السفاريني رحمه الله :
(( ينبغي لكل عالم أن يبثَّ أحاديث الدجال بين الأولاد والنساء والرجال؛ قال: ولا سيما في هذا الزمان الذي اشرأبت فيه الفتن، وكثرت فيه المحن، واندرست فيه معالم السنن، وصارت السنن فيه كالبدع والبدعة شرعة تتبع )) .
أيها الإخوة في الله .. في خضم تسارع الأحداث المحلية ومتابعة الأخبار العالمية نسي الناس تلك الحقائق فكان لزاما أن يُذكَّر بها وأن يعود الناس لربهم ويفروا إليه فالفتن مقبلة كقطع الليل المظلم .. وإنما ينجو من وقر الإيمان قلبه وسمت بالعبادة جوارحه ولهج بذكر الله لسانه .. أما من تردى في مستنقع الخطايا ولم يشأ أن ينغمس في نهر التوبة فلا إخاله يومئذٍ ناجيا .
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم، ونعوذ بك من عذاب القبر، ونعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، ونعوذ بك من فتنة المحيا والممات ..